دراسات
إسلامية
الصهاينة
.. والحقوق
الصهيونية
الـمُدَّعَاة
في فلسطين
(2/3)
بقلم
: الدكتور
نعمان عبد
الرزاق
السامرائي
4- الحق
الإنساني
يقول
اليهود: لكل
شعب دولة
ترعاه، وقيام
دولة لهم هو
الحل الأمثل
لمشاكلهم،
حيث الاضطهاد يلاحقهم،
والمصائب
تنهال عليهم،
ابتداء من هدم
دولتهم
وانتهاء
بالنازية
التي قتلتهم وهجرتهم،
وإن كافة
الشعوب تختزن
قدرًا من العداء
لهم، لذا لا
حل سوى جمع هذا
الشتات
وتخليصه من
الاضطهاد،
وتلك حاجة إنسانية
ملحة، وحق
إنساني لا
يجادل فيه
أحد.
والسؤال:
كان على
الدوام في
فلسطين أكثر
من شعب فلماذا
أنصب
الاضطهاد على
اليهود دون
غيرهم؟.
يجيب
هرتزل(1)
(إن المشكلة
اليهودية
قائمة، ومن
السخف أن ينكر
ذلك، فهذه
المشكلة تقوم
وتوجد حيث
يعيش اليهود،
مهما قل
عددهم، وهي
إذا خلا منها
مكان
استوردها
اليهود
المهاجرون
إليه، إننا
معشر اليهود
نتجه –
بطبيعة الحال –
إلى البلاد
التي لا نلقى
فيها،
اضطهادًا، غير
أن مجرد
وجودنا في بلد
يثير ضدنا
الاضطهاد حتماً).
فهل
الإجابة
كافية؟؟ لا
أعتقد.
إن
نظرة اليهود
لأنفسهم
ولغيرهم،
وتجمعهم المريب،
وطقوسهم
المتزمتة
ومحاولة
السيطرة على
اقتصاديات
البلاد التي
يحلون فيها،
واحتكارهم
وتعاونهم،
واشتغالهم
بالربا، كل هذا
وغيره سبب لهم
الاضطهاد،
ليس لهم فقط،
بل لكل من
يفعل مثلهم،
وتقدم أن
الهنود في شرق
أفريقيا
واللبنانيين
في غربها
يعانون من مثل
ما يعاني
اليهود مع
فارق، أن
هؤلاء يشكلون
فقط كتلة اقتصادية
ينظر لها بعين
الحسد.
ونظرًا
لغرابة
الظاهرة
واستمرارها،
سوف أستعرض
بعض الأفكار
على أمل إلقاء
الضوء عليها وعلى
الحق المدعي:
أ
–
توينبي(2):
يرى أن ليس من
العدالة أن
يدفع عرب
فلسطين ثمن
الجرائم التي
قام بها الغرب
ضد اليهود،
والغرب صاحب
إمكانات كبيرة،
قياساً على
الإمكانات
الفلسطينية(3)
(أما بالنسبة
لادعائهم
بأنهم أصحاب
حق في المطالبة
بتعويضات عن
الجرائم التي
اقترفها الألمان
بحقهم، فإن
لهذا الادعاء
ما يبرره تبريرًا
تاماً، ولكن
ادعاءهم بأن
ما اقترفته
النازية بحقهم
من جرائم تقضي
بإعطائهم
وطناً خاصاً
بهم، فهو
ادعاء مردود
من أساسه،
فإذا وجد لهذا
ما يبرره، فإن
هذا الوطن
الخاص يجب أن
يمنح لهم في
الأرض
الألمانية،
لا في الأراضي
العربية،
التي يمتلكها
أهلها منذ
أكثر من ثلاثة
عشر قرناً)
اهـ.
ويبدو
أنالصهاينة
استهدفوا
إصابة
عصفورين بحجر
واحد، وهم خير
من يحسن ذلك،
فحصلوا في فلسطين
على الوطن،
وحصلوا من
الألمان على
الملايين
التي
استثمروها في
تعمير هذا
الوطن، وهناك
في العالم من
يشجعهم
ويعاونهم،
ومن يسمي عدوانهم
«حقاً»
ويصفق لضربهم
الفلسطينيين
بالقنابل
الفراغية
والعنقودية وسواها.
ب:
رسل(4):
يلاحظ
الفيلسوف
البريطاني «رسل»
أن الصهاينة
وهم يشكون
العدوان، قد
اتخذوه مبررًا
للعدوان على
أهل فلسطين
وغيره(5)
(كثيرًا ما
يقال لنا: إن
علينا أن
نتعاطف مع إسرائيل
بسبب ما عاناه
اليهود في
أوروبا على يد
النازيين،
ولكني لا أرى
في هذا القول
ما يبرر إبقاء
أية معاناة
أخرى، فما
تفعله
إسرائيل اليوم
أمر لا يمكن
أن يغتفر،
فاتخاذ فضائح
الماضي
مبررًا
لارتكاب
فضائح الحاضر
هو نفاق ورياء.
فإسرائيل لا
تقف عند حد
إخضاع عدد ضخم
من اللّاجئين
للبؤس
والشقاء، ولا
تكتفي بإخصاع
عدد كبير من
العرب
للاحتلال
العسكري، بل هي
تحكم أيضاً
على الدول
العربية،
التي لم يكد
يمضي وقت يذكر
على خلاصها من
الاستعمار،
بالتعرض
لحالة من
الإفقار
المستمر،
لأنها مضطرة
إلى إعطاء
الأولوية
للمطالب
العسكرية وتقويمها
علىى مقتضيات
التنمية
الاقتصادية الوطنية).
ج
–
يقول إسحاق
دويتشر(6):
(إن المسؤولية
بشأن مأساة
يهود أوروبا
والمذابح
التي مورست في
مراكز تجمعهم
تقع كلياً على
عاتق «حضارتنا»
الغربية،
التي تشكل
النازية
ابناً شرعياً
وإن كان
فاسدًا لها،
ومع ذلك فإن
العرب قد دفعوا
ثمن الجرائم،
التي ارتكبها
الغرب تجاه
اليهود، وهم
لا يزالون
مرغمين على
دفع الثمن كل
يوم، ذلك
الضمير
الغربي
المذنب الذي
يحس، هو
بالطبع مؤيد
لإسرائيل
ومعاد للعرب).
وبفضل تأييد
الغرب
لإسرائيل كثر
عدوانها وعظم
استهتارها،
ولو وقف الغرب
موقفاً
محايدًا أو لائماً،
لخففت
إسرائيل
الكثير من
عدوانها.
د
–
يقول
الفيلسوف
الصهيوني
مارتن بوبر(7)
(إن أغلبية
الشعب
اليهودي قد
فضلت أن تتعلم
من «هتلر»
أكثر مما
تعلمت من «موسى»
ذلك أن هتلر
أثبت أن
التاريخ ليس
من نصيب من يملك
الإيمان،
ولكنه من نصيب
من يملك
القوة، وإذا
ملك القوة،
فإنه يستطيع
أن يقتل دون
حياء) وهذا ما دأبت
عليه
إسرائيل،
فالطفل الذي
يلقي حجارة يقتل،
والمسكن
يهدم،
والأشجار
تقلع، والأرض
تصادر،
والكبار
يصفقون لهذا
الوليد المدلل،
فهو يصنع
المعجزات.
هـ -
وأخيرًا يقول
الكاتب
اليهودي
الأمريكي «موشى
مينوهين»(8) (إن
النماذج
الجديدة من
اليهود التي
ظهرت في إسرائيل
أخيرًا، لا
تنتمي إلى
اليهود الذين
انتمي إليهم،
هؤلاء نازيون
فقدوا كل شعور
إنساني).
فما
هو إذن هذا
الحق
الإنساني؟؟
إن
كان لكم حقوق
فاطلبوها عند
من اعتدى
عليكم أو
ظلمكم؛ أما أن
تساوموا
فتقبضوا من
الألمان
الملايين من
الماركات،
وتستولوا على
الأراضي
الفلسطينية
وتصادروا
المزارع، ثم
تقوموا
بإرهاب مدروس،
تشردون به
العرب ثم
تلاحقونهم
بالطائرات
وبكل ما زودكم
به الغرب،
فهذه نازية
جديدة أقبح
وأصلف من
نازية هتلر،
واليوم ما
يزال حاخامات
ينادون بوجوب
طرد الشعب
الفلسطيني
كله خارج
فلسطين،
ليفسح المجال
أمام يهود قد
استقروا في
وطن، ويطلب
إليهم
الهجرة، حتى
إذا هاجروا
دخل ربعهم
فلسطين
وثلاثة
أرباعهم،
راحت تتعبد
الله في بورصة
لندن أو
نيويورك، ثم
تدّعون
الحقوق
الإنسانية،
فالأجدر أن
يطلق عليكم،
وعلى من
يشجعكم أعداء
الإنسانية.
5 –
الحق
القانوني
يدعي
الصهاينة
أنهم اكتسبوا
حقًا قانونياً
في فلسطين
نتيجة لصدور
وعد بلفور، ثم
صك الانتداب،
وأخيرًا قرار
تقسيم فلسطين.
ومن
المعروف أن
بريطانيا
أصدرت في
الثاني من تشرين
الثاني عام 1917م
تصريحاً وجهه
اللورد بلفور(9)
وزير خارجية
بريطانيا إلى
اللورد
«روتشلد»
يعد فيه
اليهود،
بإقامة وطن
قومي لهم في
فلسطين، وهذا
نصه: (إن حكومة
جلالة الملك تنظر
بعين
الارتياح،
إلى إنشاء وطن
قومي
في فلسطين،
للشعب
اليهودي،
وستبذل أطيب
مساعيها
لتسهيل بلوغ
هذه الغاية،
على أن يفهم
جلياً أنه لن
يؤتى بعمل من
شأنه أن يلحق الضرر
بالحقوق
المدنية
والدينية،
التي تتمتع
بها الطوائف
غير اليهودية
المقيمة الآن
في فلسطين –
اليهود شعب
وغيرهم مجرد
طوائف –
أو يؤثر على
الحقوق، أو
الوضع
السياسي،
الذي يتمتع به
اليهود في
البلدان
الأخرى. وأكون
شاكراً لو
تفضلتم
فأبلغتم هذا
القرار إلى
الاتحاد
الصهيوني) وما
يدري إلا الله
كيف يقام للصهاينة
وطن قومي في
فلسطين، دون
أن يؤثر ذلك
على حقوق أهلها.
على أي حال،
يدعي اليهود
أن الصياغة
لهم، فأنعم
وأكرم، أما
الضمير
البريطاني
فيبدو أنه
ميت، أو نائم
نوم أهل
الكهف، ولا
أحد يعلم متى
يصحو، وقد سبب
لأهل فلسطين
والمنطقة كل
هذا البلاء.
إنه تبرع من
طرف، يقدم
لطرف ثانٍ،
أرض طرف ثالث،
فهل سمع
العالم بمثل
هذا «الكرم»؟.
وإذا
كان هذا «التبرع»
ينشئ حقوقاً،
فيمكن غدًا أن
يتبنى
المؤتمر الإسلامي
بكافة دوله
قرارًا
مماثلاً،
بحيث تكون
قبرص كلها من
نصيب
الأتراك،
ويمكن لمنظمة
الوحدة
الأفريقية،
أن تمنح
الحبشة هدية
إلى جنوب
أفريقيا، فهل
ينشئ هذا
التبرع السخي
حقوقاً؟؟
وأخيرًا أثبت
هنا تصريحاً
لبلفور يقول
فيه(10):
(لا ريب أن
الصهيونية
سواء أكانت
على حق أم على
باطل، وسواء
أكانت طيبة أم
شريرة –
هي مثل
بريطانيا ولا
نعرف أيهما
أخبث –
عميقة الجذور
في تقاليدنا،
وفي حاجاتنا
الراهنة، وفي
آمالنا
المقبلة، وهي
أكثر أهمية
لنا من رغبات
السبعمائة
ألف من العرب).
وإذا كانت
الصهيونية
هكذا لماذا لم
تمنحوها قطعة
من بريطانيا،
أو مستمعرة من
مستعمراتكم؟؟.
ويعلق
رئيس الوزراء
البريطاني «لويد
جورج» على
الإعلان
قائلاً(11)
(كان إعلان
تصريح بلفور
أمرًا اقتضته
موجبات
الدعاية).
وأعظم بها حجة
أخلاقية،
فنكبة شعب،
وسلب أرضه،
وتشريد بنيه،
وزج المنطقة
بحروب متصلة،
كل ذلك معقول
أمام «الدعاية»
ومع ذلك مازال
من قادة العرب
من يحج إلى
لندن، ويطلب
المشورة
والمباركة في
كل عمل ينوي
فعله «إنها لا
تعمي الأبصار
ولكن تعمى
القلوب التي
في الصدور».
والإنسان
الذي لا يفرق
بين الصديق،
والعدو فهو
أعمى. ومع كل
ذلك فالتصريح
أو الوعد،
يصطدم مع
التزامات
بريطانيا
بمساعدة
العرب، في الحصول
على
الاستقلال عن
تركيا، حين
قاتلوا بهذا
الهدف، كما
يتضح من
مراسلات
الشريف حسين مع
السير «مكماهون»
المندوب السامي
البريطاني في
مصر وعددها(10)
رسائل.
كما
يناقض معاهدة «بطرسبرج»(12)
التي جرت بين
بريطانيا
وروسيا
وفرنسا عام 1916م،
وفيها تعهد
الجميع
بالعمل يدًا
واحدة، في سبيل
إنقاذ البلاد
العربية
وحمايتها،
وتأليف حكومة
إسلامية
مستقلة منها،
تتولى بريطانيا
مراقبتها
وإدارتها،
كما يناقض
الوعد معاهدة «سايكس
بيكو»
السرية عام 1916م
والتي تعتبر
مكملة
لمعاهدة بطرسبرج،
ومن البنود(13)
(3-تنشأ إدارة
دولية في
المنطقة
السمراء (فلسطين)
بعد استشارة
روسيا،
والاتفاق مع
الحلفاء،
وممثلي شريف
مكة). فهذه
الاتفاقات
(معاهدة بطرسبرج،
وسايكس بيكو
والمراسلات
تصطدم كلياً
مع وعد بلفور.
والعلماء
يقولون:
الأدلة إذا
تعارضت
تساقطت، كما
يخالف الوعد
ميثاق عصبة
الأمم، فأي
قيمة قانونية
لمثل هذا
الوعد؟
وكم
من وعد مثله
أعطي للعرب ثم
لحسه كتابه
ولم ينفذ شيء
منه؟! والحجة
الثانية هي «صك
الانتداب
البريطاني
على فلسطين»
فهل تملك
العصبة هذا
الحقٰ
لنقرأ الفقرة
(4) من ميثاق
العصبة (بعض
الشعوب التي
كانت خاضعة
للامبراطورية
التركية، قد وصلت
إلى درجة من
التقدم يمكن
معها
الاعتراف مؤقتاً
بكيانها كأمم
مستقلة،
خاضعة لقبول
الإرشاد
الإداري،
والمساعدة من
قبل الدول المنتدبة(14)،
حتى ذلك الوقت
الذي تصبح فيه
هذه الشعوب،
قادرة على
النهوض
وحدها، ويجب
أن يكون
لرغبات هذه
الشعوب،
المقام الأول
في اختيار
الدولة المنتدبة)
اهـ من
المعلوم أنّ
الوعد من
إعداد اليهود،
وكذلك صك
الانتداب،
يوم كان
الطرفان (صهاينة
وإنكليز) في
شهر العسل من
زواجهم غير
المبارك،
والذي كان
المهر فيه
مصالح العرب،
وشعب فلسطين،
وأرض فلسطين،
أما رغبات
الشعوب التي
جرى الانتداب
عليها، فلم
يسأل عنها أحد
حتى اليوم.
وقد «كيفت»
الكاتبة
اليهودية
الأميريكية «بربارة
توخمان»
الوعد و«الانتداب»
على الشكل
التالي(15)
(إن الانتداب
لا وعد بلفور،
هو الذي فسح
في القانون
العام مجالاً
لإعادة
إسرائيل إلى
فلسطين (أين
كانت إسرائيل منذ
ألوف السنين
علماً بأن
زعماء
إسرائيل يدعون
بأنهم أقاموا
الدولة
بجهودهم،
وليس عن
طريق
الانتداب أو
العصبة أو
غيرهما فما قول
«بربارة»؟)
إن وعد بلفور
كان إعلاناً
لسياسة فقط،
وكان
بالإمكان لأي
وزارة
بريطانية
تالية أن
تتجاهله، أو
أن تدع الزمن
يمر عليه، أو
ترفضه، ولكن
الانتداب (أي
إدخال الوعد
في صك الانتداب)
كان التعهد
الدولي الذي
وقعته دول
الحلفاء
الكبرى، التي
كانت تعمل
باسم عصبة
الأمم، ثم
أكدت فرفعته
بذلك، بعد أن
وضعته في صك
الانتداب إلى
مستوى
المعاهدات)
اهـ.
ونلاحظ
أولاً أن
الانتداب جرى
رغم معارضة العرب
له. ومع ذلك
فهل من حق
الدولة
المنتدبة، من
أجل المساعدة
الإدارية، أن
تهب البلاد
لمن تشاء،
وتغير في
وضعها
السياسي
والاجتماعي والسكاني؟؟
وهل
هناك سابقة في
العالم تشبه
ذلك؟
إن
الانتداب لا
يمنح
بريطانيا ولا
غيرها حق التصوف
بما انتدبت
عليه، بل
المطلوب
الأخذ بيد المواطنين
وتأهيلهم
للاستقلال
فقط. وحق تقرير
المصير، الذي
أقر بعد الحرب
العالمية
الأولى، وكان
حجر الزاوية
في تنظيم
المجتمع الدولي،
هذا الحق أين
ذهب؟؟ ولماذا
اغتيل؟ ولمصلحة
من؟؟
إن
صك الانتداب
لم تضعه عصبة
الأمم، بل
بريطانيا
والصهاينة،
وهذا «هربرت
صموئيل»
أول مندوب
سامي بريطاني
على فلسطين
يتحدث بصراحة
فيقول(16):
(لقد عُينت
مندوباً
سامياً
لجلالته في
فلسطين،
وحكومة
جلالته على
دراية تامة
بعواطفي الصهيونية
–
وهي مثلك أو
أقبح –
بل لا شك أنني
عينت في هذا
المنصب بسبب
هذه العواطف)
اهـ. ويقول
عنه وايزمن(17)
(إن هربرت
صموئيل نتاج
يهوديتنا،
ونحن الذين عيناه
مندوباً
سامياً في
فلسطين،
لتنفيذ مخططات
الصهيونية)
اهـ.
وكان
الانتداب
يوجب تكوين
حكومة عربية
في فلسطين،
والمساعدة في
تدريبها
وترقيتها،
وكل ذلك لم
يحصل. فأي حق
يمكن أن يعطيه
الانتداب
للصهاينة،
وهم الذين
ثاروا على
الإنكليز –
بعد انتهاء
شهر العسل –
وقاتلوهم،
حتى قام
الإرهابي «بيغن»
بنسف فندق
داود في القدس
على من فيه،؟
وبقي عشرات
السنين لا
يدخل
بريطانيا. فأي
حق يمكن أن
يكسبوه من
الانتداب،
وهذا موقفهم
منه؟؟
وأخيرًا قامت
بريطانيا بإعلان
عجزها عن
القيام بمهام
الانتداب، ففي
26/9/1947م أعلنت
أنها آخذة
بالخروج من
فلسطين بأسرع
ما يمكن
لعجزها عن
القيام بمهام
الانتداب، ثم
قامت بالفعل
بسحب قواتها
في 1/3/1948م، ومع
الانسحاب
راحت تسلم
الذخيرة
والمطارات
وغيرها
للوكالة
اليهودية،
حيث ساهمت بقيام
إسرائيل
وقوتها.
وفي
15 أيار 1948م غادر
المندوب
البريطاني
ميناء حيفا
فجأة، معلناً
نهاية
الانتداب على
فلسطين، وليس
من حقه ذلك.
ولقد علق
المؤرخ
توينبي قائلاً(18):
(إن بريطانيا
تستحق
الإدانة بسبب
ما اقترفته من
تعام وإهمال
متعمد،
بالنسبة
لكارثة
فلسطين). وهكذا
توالت
الخطوات
المدروسة،
والتي كانت
كلها تصب في
الحوض
الإسرائيلي،
وتخدم
الصهاينة، وتضع
العرب في أسوأ
وأصعب حال.
الهوامش:
(1) الصهيونية
بين الدين
والسياسة/
الهراوي ص 271.
(2) توينبي:
مؤرخ إنكليزي
من مواليد
لندن، تخرج في
أكسفورد
ومارس
التدريس فيها
حتى عام 1915م ثم
التحق بقسم
الاستخبارات
السياسية في
الخارجية
البريطانية،
ثم عين
أستاذًا
للتاريخ واللغة
الاغريقية
بجامعة لندن
ثم أستاذًا وباحثاً
ومديرًا
للدراسات
بالمعهد
الملكي للشؤون
الدولية عرف
بمواقفه
الشديدة تجاه
اليهود والصهاينة
وشنوا عليه
أكبر الحملات.
اشهر كتبه
«دراسة في
التاريخ» طرح
خلاله نظريته
في التحدي
والاستجابة.
الموسوعة
العربية
الميسرة ص 566.
(3) عقدة
النزاع
العربي
الإسرائيلي/
د. مجيد خدوري
ص 49.
(4) رسل:
ولد عام 1872م
وتعلم بجامعة
كامبرج ثم
اشتغل بالتعليم،
وكان من
المعارضين
للحرب
العالمية
الأولى فسجن بسبب
ذلك وبعد
الحرب راح
يكتب في
الإصلاح الاجتماعي.
وهو يجمع بين
الفلسفة
والمنطق
الرياضي،
ويعتبر
مرجعاً في
المنطق
الرمزي
الحديث، ومن
كبار
الفلاسفة.
(الموسوعة
العربية
الميسرة ص 1867).
الصهيونية،
حركة عنصرية ص
20.
الصهيونية
والعنصرية 1/212.
إسحاق
دويتشر: مفكر
ومؤرخ ماركسي
العقيدة من مواليد
بولندا، زار
روسيا عام 1931م
ففرضوا عليه
تدريس
الاشتراكية
في جامعة
موسكو فرفض،
طرد من الحزب
الشيوعي عام
1932م، وكان من
معارضي «ستالين»
والحزب
الشيوعي
البولندي. وفي
عام 1939م تحول
إلى لندن وراح
ينشر مقالات
ودراسات عن
ستالين وسياسته
تروتسكي، ثمّ
راح يدرس في
الجامعات البريطانية
والأمريكية،
وقد عرف
بإدانته للصهيونية
ومن آرائه أن
الحروب لا تحل
مشاكل إسرائيل...
(موسوعة
السياسة 2/735).
مجتمع
الكراهية/ سعد
جمعه ص 157.
الصهيونية
والنازية/
عصام شريح ص 112.
بلفور:
آرثر جيمس
بلفور 1848-1930
سياسي
بريطاني محافظ
كان مهتماً
بالمسألة
اليهودية،
وكان من معارضي
دخول اليهود
إلى
بريطانيا، في
عام 1906م قابل
وايزمن وأعجب
به، وحين عين
وزيرًا للخارجية
ما بين 1916-1922م
أظهر
اهتماماً
بالصهيونية
بسبب ظروف
الحرب. وقد
افتتح
الجامعة
العبرية
بالقدس.
ويدعي
الصهاينة
أنهم صاغوا
الوعد كما
أرادوا.
الموسوعة
العربية
الميسرة ص 399.
مفارق
الطرق إلى
إسرائيل
ركريستوفر
سايكس ص 54.
إسرائيل
فتنة الأجيال/
إبراهيم أحمد
ص 219.
سياسة
الاستعمار
والصهيونية/
د. الخولي 1/176.
مدى
مشروعية أسانيد
السيادة/ د.
محمد السيد ص 162.
المصدر
الأول ص 1/408.
التبشير
والاستعمار ص
186.
هذه
فلسطين/ حسين
التريكي ص 120.
وايزمن/
حاييم وايزمن
1864-1952م من مواليد
روسيا، درس
الكيمياء في
سويسرا، وحصل
على
الدكتوراه،
من ألمانيا،
شارك في
المؤتمر
الصهيوني الثامن
عام 1907م وصار من
معارضي
الصهيونية
السياسية، وكان
متأثرًا
بأفكار «احاد
هعام»
الروحية واستخدم
«الصهيونية
التوفيقية»
عاش معجب بالإنكليز
مقدرًا أن
مركز الثقل
سينتقل
إليهم، لذا
هاجر إلى لندن
عام 1903م واشتغل
مدرساً للكيمياء
في جامعة
مانشستر، ثم
مديرًا
لمعامل وزارة
البحرية
البريطانية،
وقد انتخب أول
رئيس لدولة
إسرائيل.
هذه
فلسطين/ حسين
التريكي ص 121.
نهاية
إسرائيل/ عمر
أبو النصر ص 148.
* * *
مجلة
الداعي
الشهرية
الصادرة عن
دار العلوم
ديوبند ،
جمادى
الثانية – رجب
1434 هـ = أبريل -
يونيو 2013م ،
العدد : 6-7 ،
السنة : 37